المطاردة والمضايقة المنظمة
Organized Stalking and Harassment
إضافة إلى تقنيات وأساليب السيطرة على العقول والتلاعب بالجهاز العصبي البشري عن بعد بواسطة الأشعة والموجات، هناك أساليب خفية تستخدمها ما يعرف بجماعات المطاردة والمضايقة المنظمة المنتشرة في الأحياء السكنية والمجتمعات المحلية وغيرها من الأماكن. تتكون هذه الجماعات من مخبرين، وعناصر من الشرطة، وغيرهم. كما تضم أيضاً أناساً عاديين يعيشون في محيط الشخص المستهدف ويتواطؤون مع جهات حكومية بذريعة حفظ الأمن وغيرها من الذرائع. الغرض من المطاردة والمضايقة المنظمة هو تخويف وتهديد الشخص المستهدف بحيث يتم السيطرة عليه، أو تجنيده، أو دفعه نحو الاضطراب النفسي أو الجنون، أو إيذاء نفسه، أو اقتراف جريمة ما. هذه الجماعات تشكل شبكة كبيرة تشترك في ارتكاب مخالفات وجرائم جسيمة ضد الأشخاص المستهدفين، والذين هم أبرياء، عن طريق استخدام أساليب المطاردة والمضايقة المنظمة والتي تتعدد أنواعها وتختلف تفاصيلها. فيما يلي وصف لأهم تلك الأساليب:
تكوين الرابط (Anchoring)
يتم استخدام أسلوب تكوين الرابط في سياق المطاردة المنظمة لجعل الشخص المستهدف يشعر بالخوف من الأشياء التي تعتبر عادية. يتم ذلك من خلال إظهارها له بشكل متكرر. يتم التركيز على عامل "التكرار"، كما هو الحال مع بقية أساليب وطرق المطاردة المنظمة. على سبيل المثال، حيثما يذهب الشخص المستهدف يجد أناساً يظهرون له قلماً، و يكون موقفهم غير مهذب أو غير متزن نحوه بالرغم من أنه لا يعرفهم. عندها يستغرب الشخص المستهدف مما يحدث. تخيل حصول ذلك بشكل يومي لمدة أسبوع، أو لمدة شهر، أو لمدة سنة أو سنوات. عندها سيشعر بالخوف من رؤية القلم. في هذه الحالة، تم ربط القلم بحالة الخوف وأصبح سبباً للمضايقة حتى عندما يراه دون أن يكون القصد المضايقة. هذا فقط مثال وإلا فإنه يمكن تكوين رابط لأي شيء مثل باب سيارة مفتوح، أو قلم رصاص، أو هاتف خلوي، أو حاسوب محمول، أو قناع طبي، أو غيرها من الأشياء. يستخدم هذا الأسلوب لبرمجة الشخص المستهدف بحيث يكره أشياء قد تكون في الغالب لها أهمية لديه لأنه تم ربطها مع الشعور بالألم (في هذه الحالة، شعور "الخوف").
هذا أسلوب إضافي وإلا أنه في الحقيقة قد يتم "برمجة" الشخص عن بعد عن طريق تحفيز سلوكيات وعادات واتجاهات معينة نحو الأشياء (مختلف المثيرات السمعية والبصرية والحسية بشكل عام) عن طريق ربطها بشعور معين، و/أو فكرة معينة، و/أو معنى معين (إذ أن للمثير (Stimulus) الواحد معان وإيحاءات كثيرة، بما في ذلك: المعنى ونقيضه، لأن المعنى الموجود يوحي أيضاً بالمعنى غير الموجود)، فيتم تحديد المعنى/ الإيحاء المناسب للغرض من المضايقة،وهو عادة سلبي، وتحفيزه في عقل الشخص المستهدف عن طريق الأشعة والموجات وبشكل متكرر بالتزامن (فيما يشبه عملية "الدبلجة" (Dubbing)) مع التعرض لتلك المثيرات، مع إعطاء شعور بأن ذلك المعنى/ الإيحاء هو بالفعل المعنى/ الإيحاء المقصود (وهذا الشعور يمكن تسميته – إن جاز التعبير – بـ "السحر السايكتروني")، ويتم ذلك غالباً في جزء من الثانية، وأحياناً قد يتم خلال فترات زمنية تمتد لسنوات (أي أنه قد يتعرض الشخص لمثير ما في وقت معين، ثم يتم في وقت لاحق تحفيز المعنى/ الإيحاء المطلوب في سياق المضايقة/ الاستهداف) وبتوقيتات معينة بحيث أنها قد تؤثر كثيراً على الشخص المستهدف. يتم الربط بين المثير والمعنى/ الإيحاء بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر عن طريق الربط التسلسلي للمعاني/ الايحاءات والانتقال من فكرة/ معنى / إيحاء إلى آخر بشكل متسلسل لوجود علاقة بينهما من نوع ما (سواء كانت لغوية أو غيرها)، وهو ما يعني إمكانية ربط أي شيء تقريباً بأي شيء آخر في محاكاة/مماثــَلة سلبية لعمليات تداعي الأفكار، والمقارنة بين الأشياء، واتخاذ القرارات التي تحدث بشكل طبيعي في العقل البشري. تـُستخدم هذه الأساليب في الخداع و"الاقناع القسري" (Coercive Persuasion).يكفي أن يتم تحفيز شعور بالارتياح أو عدم الارتياح عند رؤية شخص ما أو شيء ما أو التواجد في مكان ما وبشكل متكرر كي يتم تحفيز موقف إيجابي أو غير إيجابي تجاه ذلك الشخص أو الشيء أو المكان وبالتالي التلاعب بسلوك الشخص المستهدف وفق رغبات الفئة الإجرامية المستخدمة لتقنيات وأسلحة السيطرة على العقول.
مثال على تكوين الرابط:
"البترول" له معاًنٍ وإيحاءات مرتبطة به، فيما يلي بعض منها:
ما سبق تعتبر معانٍ وإيحاءات مرتبطة مباشرة بـ "البترول". بواسطة تقنيات "السيطرة على العقول"، يمكن تحفيز أي من تلك المعاني أو الإيحاءات في عقل الشخص المستهدف عند تعرضه للمثير "البترول" (سواء عند رؤيته للمادة أو التعرض السمعي و/أو البصري للكلمة التي تمثلها).
وإذا لم يكن هناك ارتباط مباشر بين المثير والمعنى/ الإيحاء المطلوب تحفيزه, يتم الربط تسلسلياً (أي عبر سلسلة من المثيرات/ المعاني/ الإيحاءات...). على سبيل المثال، إذا كان المطلوب في سياق المضايقة أن يفكر الشخص بـ "الزجاج" عند تعرضه للمثير "البترول"، فإنه قد يتم الربط كما هو مبين فيما يلي:
البترول- الأرض (لأن البترول يأتي من الأرض) - الرمل (لأن الرمل من مكونات الأرض) - السيليكا (لأن السيليكا يستخرج من الرمل) - الزجاج (لأن الزجاج يـُصنع من السيليكا).
ما سبق أمثلة توضيحية، أما في الواقع فهي أكثر تعقيداً وتختلف من شخص إلى آخر حسب سماته الشخصية، ومعرفته، وخبراته، وبيئته، إلخ. ينبغي التنويه إلى أن عملية الربط تحدث بشكل طبيعي في العقل البشري وتُستخدم في التعلم والتذكر، واستطرادية المحادثة، والتصنيف، والإنشاء، والتأليف، وترتيب الأمور الحياتية المختلفة، إلا أن هذه التقنيات تقوم بالربط بشكل قسري بغرض المضايقة، والتعذيب، والسيطرة.
يمكن التغلب على تلك الحيل الإجرامية وذلك: أولاً، بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى، ثم مقاومةالخوف (الخوف من الأشياء، والخوف على الأشياء)، والأخذ بالأسباب قدر الاستطاعة، وقبول الأفكار/المعاني الجيدة وترك غيرها من الأفكار/المعاني، والتحلي بروح أيجابية، والتفكير بهدوء (تمارين التنفس تساعد على ذلك)، وقد يكون من المفيد كثيراً أن يكتب الشخص الأفكار التي تأتي إلى ذهنه على الورق - مهما بدت تلك الأفكار غير مهمة - كي يتمكن من الحكم على الأمور بطريقة واضحة وصحيحة.
المطاردة الجوية (Air-Stalking)
يحدث هذا النوع من المطاردة المنظمة عندما يتم استخدام المروحيات أو الطائرات الأخرى لتعقب الشخص المستهدف الذي يمشي على قدميه أو يستقل سيارة، وهذا يحدث عادة في البلدان التي تستخدم فيها الطائرات على نطاق واسع بما فيها المتوسطة، والصغيرة الحجم، والطائرات بدون طيار. تقوم الطائرات بالطيران فوق الشخص المستهدف وتتبعه من مكان إلى آخر. البعض منها تقوم بمراقبة الشخص المستهدف بعد وقت قصير من خروجه من منزله.
الاستدراج/ نصب الفخاخ (Baiting/Entrapment)
مصطلح "الاستدراج" يشير إلى إحدى طرق المطاردة المنظمة المستخدمة لإغراء الشخص المستهدف للذهاب إلى بيئات، أو مواقف، أو أماكن تسبب له المزيد من المشاكل. عادة ما يشتمل أسلوب "الاستدراج" خداع الشخص المستهدف بحيث يقوم باقتراف جريمة، أو الاشتراك في نشاط غير قانوني دون علم. يتم إغراؤه واستدراجه للدخول في مواقف خطيرة، أو صعبة، أو غير سوية. يقوم أعضاء جماعات المطاردة والمضايقة المنظمة بمحاولة إغراء الشخص المستهدف بالدخول في مواقف مختلفة لتحقيق هدف واحد وهو تلبيسه تهمة أو مخالفة. تلبيس التهم قد يؤدي إلى إلقاء القبض على الشخص المستهدف، أو إدخاله المستشفى بحجة العلاج النفسي، أو تلبيسه تهم أخرى. إن حدث هذا فقد يكون الشخص المستهدف معرض لخطر السقوط في فخ الانضمام لتلك الجماعات.
تسليط الأضواء القوية (Brighting)
"تسليط الأضواء القوية" يعني تسليط الإضاءة القوية للمصابيح الأمامية للسيارة على الشخص المستهدف بصورة مستمرة أو على شكل وميض.عندما يمشي الشخص المستهدف في الشارع، يقوم أعضاء جماعات المطاردة المنظمة عادة في الليل بتشغيل الأضواء الأمامية العالية للسيارات. قد يتم تشغيلها لحظياً مرة أو مرتين على الأشخاص المستهدفين. قد يتم استخدام هذه الطريقة لجعل الشخص المستهدف يدرك أنه مراقب. كما أن هذه الإشارات قد تستخدم كطريقة للتواصل بين العناصر المستقلين للسيارات في الليل مع زملائهم الذين يمشون على أقدامهم والذين بدورهم يتواصلون عن طريق مجموعة من الإشارات باستخدام اليدين والذراعين وكذلك استخدام الرسائل النصية وبعض التطبيقات مثل الواتساب. يتم تسليط الإضاءة على الشخص المستهدف من قبل سيارة تأتي من الخلف، أو تمر بجانبه، أو تأتي من الاتجاه المقابل له. كما قد يتم تسليط الإضاءة سواءً من السيارات أو غيرها من المصادر إلى نوافذ منزل الشخص المستهدف و هذا الأسلوب يعد من أساليب الحرب النفسية.
حوادث السيارات (Car Accidents)
قد يتعرض الشخص المستهدف الذي يستقل سيارة لقطع الطريق عليه من قبل سيارة أخرى، أو إجباره على الخروج عن الطريق، والتسبب بالحوادث المؤلمة. أيضاً قد يتعرض الشخص المستهدف الذي يمشي على قدميه لقطع الطريق عليه من قبل السيارات بشكل منتظم، أو من اصطدام السيارات به، أوغيرها من الحوادث المتعمدة.
تكوين ازدحام مفاجئ (Crowding/Mobbing)
عندما يكون الشخص المستهدف في مكان عام، قد يجد فجأة مجموعة من العناصر مندفعين نحوه وكأنهم يمشون بطريقة اعتيادية ويمرون كمجموعة وهو في الوسط. يحاول عادة أعضاء جماعات المطاردة المنظمة محاصرة الشخص المستهدف إذ يقومون، إن استطاعوا وبطريقة تبدو عفوية، بالوقوف أو الجلوس بحيث يشكلون ما يشبه المربع أو الدائرة حول الشخص المستهدف أو الوقوف على مقربة منه. يستخدم هذا الأسلوب لتخويف الشخص المستهدف.
المضايقة باستخدام الألوان (Color Harassment)
يعني هذا المصطلح استخدام الألوان لمضايقة الشخص المستهدف. عادة ما يتم استخدام ألوان من نوع واحد. مثال على المضايقة باستخدام الألوان تشكيل طابور من عناصر المضايقة يرتدون، على سبيل المثال، ثياباً حمراء يأتون للوقوف أو الجلوس حول الشخص المستهدف. عادة ما يتم استخدام هذه الأسلوب في المضايقة بالتزامن مع استخدام أساليب أخرى مثل أسلوب تكوين الازدحام المفاجئ (Crowding/Mobbing).
مواكب السيارات (Convoy)
يعني هذا الأسلوب مرور مجموعة من السيارات واحدة بعد الأخرى بشكل متكرر أمام منزل الشخص المستهدف، أو عند مروره في الشارع، أو في أي مكان عام. يمكن أن يكون للسيارات لون واحد كما يمكن أن تقوم العناصر المرتكبة لجريمة المطاردة بتشغيل أبواق السيارات أو التشغيل اللحظي للأضواء الأمامية عندما مرورهم.
المطاردة الإلكترونية (Cyberstalking)
"المطاردة/ المضايقة الإلكترونية" أو "المطاردة/ المضايقة السيبرانية" تشير إلى مجموعة من سلوكيات المضايقة التي تحدث عبر الإنترنت. تشمل المطاردة الإلكترونية، على سبيل المثال لا الحصر، قرصنة الحواسيب، والتصيد الإلكتروني، والاعتداءات اللفظية، وانتحال شخصية الفرد المستهدف. تعتبر المضايقة عبر الإنترنت جزءاً من بروتوكول المضايقة. مثلاً، إذا كان لدى الشخص المستهدف موقع إلكتروني مخصص لمناهضة "جرائم المطاردة المنظمة"، ربما يتلقى رسائل إلكترونية للاستفزاز أو الادعاء بأن المرسل ضحية ويحتاج للمساعدة. وقد يتلقى الشخص المستهدف بريداً ألكترونياً يشابه حدثاً يجري في حياته إذ يتم استخدام المراقبة لجمع المعلومات لغرض المضايقة بالدرجة الأولى. ربما يتلقى الشخص المستهدف شتائم أو تهديدات مبطنة. وإذا انضم الشخص المستهدف إلى مجموعة أو منصة دعم في الإنترنت، فإنه قد يتعرض للمضايقة من خلال منشورات على منصات الرسائل. وكغيرها من طرق المضايقة، قد تكون مواضيع تلك المنشورات عن أحداث تقع في حياة الشخص المستهدف، أو تهديدات وشتائم موجهة له بطريقة خفية، أو غيرها من الأشياء. قد يحدث هذا بشكل متكرر من قبل نفس الشخص أو الأشخاص في تلك المنصات والمجموعات. كما أنهم قد يستخدمون بعض أساليب الإنكار أو ترويج الشائعات والتي استخدمت في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن البرنامج المعروف بإسم "كوإينتلبرو" (COINTELPRO) لجعل النشطاء الحقيقيين يبدون وكأنهم مخبرون. ينبغي التنبيه إلى أن بعض المجموعات على الإنترنت المخصصة لضحايا المطاردة والمضايقة المنظمة قد يتواجد فيها أشخاص متورطون في جرائم المضايقة المنظمة ويقدمون أنفسهم على أنهم ضحايا.
المحادثات الموجهة (Directed Conversations)
يشير هذا المصطلح إلى المحادثات التي تجري بين أشخاص غرباء لا يعرفهم الشخص المستهدف بالقرب منه وتستخدم لتخويفه وجعله يدرك أنه يخضع للمراقبة. أثناء المحادثات الموجهة، يأتي شخص أو شخصان من المرتكبين للمضايقة ليكونوا على مقربة من الشخص المستهدف ويبدؤون بالتحدث مع بعضهم محادثة تبدو "عادية". ويتعمدون أن تكون المحادثة بمستوى يمكن للشخص المستهدف سماعها جيداً. خلال المحادثة الموجهة، يتم استخدام معلومات شخصية خاصة بالشخص المستهدف، وقد يتم تأكيد كلمات أو عبارات فيها من قبل مرتكبي المضايقة عن طريق رفع مستوى النبرة بطريقة تبدو طبيعية ولا يمكن للكثير من الأشخاص غير المستهدفين معرفة أنها مضايقة. تدور هذه المحادثات عادة بين أشخاص في أماكن عامة وتحتوي على معلومات تتعلق بالشخص المستهدف وظروفه الشخصية. على سبيل المثال، قد يقولون كلمات أو عبارات ذكرها الشخص المستهدف في منزله أو على الهاتف، وقد يذكرون في المحادثة تفاصيل شخصية جداً لا يعرفها سوى الشخص المستهدف فقط وهذه المعلومات تجمع عن طريق المراقبة بمختلف وسائلها وتقنياتها. الغرض من المحادثة الموجهة هو مضايقة الشخص المستهدف وتخويفه بأنه يخضع للمراقبة، وكذلك جعله يبدو غير مستقر عقلياً في حال حاول تقديم شكوى بشأن المضايقة.
المضايقة الإلكترونية (Electronic Harassment)
يعني هذا المصطلح استخدام الأجهزة التقنية بغرض التجسس على الشخص المستهدف أو التسبب له بالأذى. على سبيل المثال، ثبت أن التعرض لحقل مغناطيسي قوي يسبب أعراض الهلوسة، وأن التعرض لأشعة المايكروويف الشديدة يسبب حالة اضطراب نفسي وضرراً للدماغ. أحد الأساليب الشائعة في المضايقة الإلكترونية التي ترتكبها مجموعات المضايقة المحلية تتمثل في تسليط تردد منخفض يسبب سماع "همهمة" في بيت الشخص المستهدف أو المنطقة عموماً. بمرور الوقت، يتسبب التعرض المستمر بفقدان الشخص المستهدف للقدرة على النوم، ويصبح متهيجاً، ويعاني تأثيرات الضغط النفسي المزمن. يتم استخدام هذه الأساليب أيضاً في عمليات احتجاز الرهائن وكذلك عمليات المضايقة الخفية التي تقوم بها الحكومات القمعية. يتم تسليط الأسلحة والترددات الكهرومغناطيسية على الشخص المستهدف وعلى منزله. هناك أغراض متعددة من استخدام الترددات الكهرومغناطيسية على الشخص المستهدف وعلى ممتلكاته، إذ يمكن للترددات الكهرومغناطيسية أن تعطل وتدمر المعدات والأجهزة، ويمكن استخدامها في مراقبة الشخص المستهدف وتعقبه وهو متواجد داخل منزله. هذه الأجهزة المحمولة قد تكون متوفرة لجماعات المضايقة المحلية، وتعتبر ذات أهمية ثانوية مقارنة بالأجهزة والتقنيات المتوفرة مركزياً من خلال الشبكات اللاسلكية الأرضية وتلك التي تستخدم الأقمار الصناعية (يرجى الاطلاع على المقال التالي ( "السيطرة على العقول بواسطة الأقمار الصناعية").
بلاغات المصداقية الزائفة (Fake Credibility Reports)
وتشير إلى تقديم بلاغات تشكك في مصداقية المواقع الإلكترونية التي تقدم معلومات عن المطاردة والمضايقة المنظمة، ويدعي مقدمو البلاغات بأنهم يعملون لمصلحة المجتمع.
استخدام الملفات الأمنية (Files)
ويشير هذا الأسلوب إلى نوع من أنواع الفساد واستغلال السلطة إذ يتم استخدام الملفات الأمنية (من أي نوع كانت) الخاصة بالأفراد المستهدفين وإطلاع الأقرباء والأصدقاء عليها وحتى المجتمع ككل مع تقديم فبركات ومزاعم باطلة. تستخدم هذه الملفات كورقة ضغط على الأقرباء والأصدقاء للتعاون مع الجهات المرتكبة لجريمة المطاردة والمضايقة المنظمة كي يشتركوا في مضايقة الشخص المستهدف.
التلاعب النفسي (Gas Lighting)
مصطلح "التلاعب النفسي" يشير إلى أسلوب يستخدمه أعضاء جماعات المطاردة والمضايقة المنظمة ويقوم على الإنكار. الغرض من هذا الأسلوب هو جعل الشخص المستهدف يشك في قدراته العقلية عن طريق محاولة إقناعه بأنه مضطرب نفسياً أو يتخيل الأشياء. أخذ المصطلح من فيلم "ضوء المصباح" (Gaslight) الذي انتج عام 1944م. فصار مصطلح “Gaslighting” يعني القيام بتصرفات مشابهة لتلك المستخدمة في ذلك الفيلم
.
التصرفات الشبحية (Ghosting)
يشير هذا المصطلح في سياق المطاردة المنظمة إلى قيام العناصر المرتكبة للمضايقة بإعادة ترتيب الأشياء أو تحريكها من أماكنها في المنزل مثل قطع الأثاث، أو التحف، أو غيرها من الأشياء عندما يكون الشخص المستهدف خارج المنزل. الغرض من هذا الأسلوب هو جعل الشخص المستهدف يشك في قدراته العقلية خاصة عندما يكون متأكداً بأنه وضع شيء معين في مكان معين ولكن عاد ليجد أن مكانه أو وضعيته قد تغيرت وأحياناً يكون مقدار التغير بسيطا كي يكون مقدار الشك كبيراً. قد يقوم الآخرون بالتشكيك بالقدرات العقلية للشخص المستهدف إن هو اشتكى من ذلك. الغرض من هذا الأسلوب الإجرامي هو تخويف الشخص المستهدف، وكأن الجهات المرتكبة للمضايقة تقول بأن لديها الإمكانيات والوسائل للوصول إليه في أي مكان، وأنها تستطيع الدخول حتى إلى منزله وفعل أي شيء تريده!
إشارات اليدين والذراعين (Gestures)
يقوم الأشخاص المرتكبين لجريمة المضايقة باستخدام إشارات اليدين أو الذراعين مثل تعمد ملامسة الوجه باليد أو غيرها من الإشارات وتستخدم للمضايقة، والإهانة، وللتواصل فيما بينهم، وغيرها من الأغراض.
المراقبة غير القانونية (Illegal Surveillance)
ويشمل هذا الأسلوب استخدام أجهزة المراقبة السمعية والبصرية ضد الشخص المستهدف مثل التنصت على هاتفه الثابت والخلوي وزرع أجهزة التنصت والمراقبة في منزله. الغرض من ذلك هو جمع المعلومات الشخصية حول الشخص المستهدف واستخدامها في هجمات نفسية موجهة ضده.
تقليد حركات الشخص المستهدف (Mimicry)
ويشير هذا الأسلوب إلى شكل من أشكال المضايقة حيث تقوم العناصر المرتكبة لجريمة المضايقة والمطاردة المنظمة بتقليد كل حركة يقوم بها الشخص المستهدف في الأماكن العامة. يقومون بالخروج من المنزل عند خروجه، وارتداء ملابس مثل تلك التي يرتديها، وتقليد كل شيء يقوم به تماماً. الغرض من ذلك هو شن حرب نفسية ضد الشخص المستهدف كي يشعر بأنه مراقب في جميع الأوقات.
حملات المضايقة باستخدام الضجيج (Noise Harassment Campaign)
الغرض من القيام بحملة منظمة للمضايقة بالضجيج هو التسبب بالتوتر للشخص المستهدف عن طريق تعريضه لمستويات كبيرة من الضوضاء لفترة طويلة من خلال التشغيل المنتظم لموسيقى صاخبة، أو قيام عناصر بإشعال المفرقعات المزعجة، أو تنفيذ ما تبدو أنها أعمال صيانة والتي تسبب مستويات مرتفعة من الضوضاء. كما يمكن أن تشمل طريقة المضايقة هذه استخدام السيارات ذات الضجيج المرتفع، أو إغلاق الأبواب بقوة، أو مكبرات الصوت المرتفعة، أو صوت جريان الماء من المواصير، أو غيرها من الأشياء. يتم عادة استخدام أسلوب المضايقة هذا بالتزامن مع استخدام أساليب أخرى
.
المضايقة باستخدام الأرقام (Number Harassment)
وتعني استخدام الأرقام لمضايقة الشخص المستهدف. مثلاً قد تقوم العناصر المرتكبة للمطاردة والمضايقة المنظمة بالمرور بالسيارات في وقت معين أو دخول الحي والخروج منه في وقت معين أو القيام بمضايقة معينة في وقت محدد وبشكل متكرر. كما قد يتم التنسيق بين تلك العناصر المرتكبة لجريمة المطاردة والمضايقة بحيث يصل أحدهم المنزل مثلاً الساعة 7:07 مساءً ويخرج الآخر في نفس الوقت 7:07 وهكذا. الغرض من المضايقة باستخدام الأرقام هو جعل الشخص المستهدف متحسساً من أرقام معينة بحيث يتم مضايقته دائماً وجعله متوتراً بمجرد إظهار تلك الأرقام له. يتم أيضاً استخدام الأرقام التي لها أهمية عند الشخص المستهدف بغرض مضايقته. أيضاً قد تتم المضايقة باستخدام أرقام لوحات السيارات التي لها معانٍ معينة أو يمكن فهمها بطريقة معينة.
التحسيس (Sensitization)
وهو مصطلح يشبه مصطلح "تكوين الرابط" (Anchoring) المشار إليه فيما سبق، ويعني الربط القسري بين مثير معين ورد فعل مقابل له (يمكن مقارنة ذلك بـ "رد الفعل الشرطي" (Conditional Response)). يستخدم أعضاء جماعات المطاردة والمضايقة أسلوب "التحسيس" بغرض جعل الشخص المستهدف متحسساً من أشياء معينة وبالتالي مضايقته. على سبيل المثال، إذا كان أحد أعضاء هذه الجماعات مرتدياً قبعة زرقاء عندما يرتكب المضايقة المستمرة ضد الشخص المستهدف، فإنه بمرور الوقت قد يبدأ الشخص المستهدف تلقائياً بالاعتقاد بأن أي شخص يرتدي قبعة زرقاء هو من المرتكبين للمضايقة وأنه جاء لمضايقته وبالتالي يشعر بالتوتر. يمكن أن يشمل هذا الأسلوب تحسيس الشخص المستهدف لأي شيء مثل الألوان، أو أنماط السلوك اليومية، أو الخطوط، أو الأقلام، أو الصفارات، أو التصفيق، إلخ. على سبيل المثال، قد تتم مضايقة الشخص المستهدف في عمله وكجزء من تلك المضايقة يقوم زملاؤه في العمل بالكح باتجاهه كلما قاموا بمضايقته وإطلاق ألفاظ قاسية ونابية عليه. قد يفعلون ذلك في العمل وخارج العمل ويجعلون أيضاً آخرين يفعلون ذلك. بمرور الوقت، قد يصبح الشخص المستهدف متحسساً من الكح ويشعر بالتوتر عندما يقوم أي شخص بالكح حتى وإن كان ذلك بصورة عفوية.
مسرح الشارع (Street Theater)
يستخدم مصطلح "مسرح الشارع" في سياق جرائم المضايقة المنظمة لوصف الأفعال والتصرفات الغريبة والتي تقوم بها العناصر المرتكبة للمضايقة في الاماكن العامة بغرض مضايقة الشخص المستهدف. بعض هذه التصرفات تبدو غريبة وغير معقولة والغرض من ذلك هو جعل الحدود بين الحقيقة والخيال متداخلة عند الشخص المستهدف، وبالتالي قد يتعرض لاضطراب نفسي. عادة ما يشمل مسرح الشارع بعض أساليب المطاردة والمضايقة المنظمة الأخرى.
التشهير (Slander)
يشمل هذا الأسلوب قول أكاذيب عن الشخص المستهدف في غيابه والادعاء بأنه يقوم بأشياء غير قانونية، أو أنه شخص خطر، أو أنه ينبغي مراقبته لأسباب غير واضحة.
الحرمان من النوم (Sleep Deprivation)
تقوم جماعات المضايقة بحملات مضايقة بالضجيج بحيث لا يتمكن الشخص المستهدف من النوم وبالتالي يصبح متوتراً وسهل الاستفزاز. هذه وسيلة فعالة لجعل الشخص المستهدف مشتت الانتباه، وغير قادر على التركيز، ولا يؤدي عمله بالشكل المطلوب. في هذه الحالة يسهل استدراج الشخص المستهدف في الأماكن العامة، أو التسبب بحوادث السيارات، أو التأثير على عمله بحيث يفقد مصدر دخله.
المكالمات الهاتفية "عن طريق الخطأ" (Wrong Number Calls)
ويشير هذا الأسلوب إلى الاتصال بالشخص المستهدف ومن ثم الادعاء بأنهم طلبوا الرقم الخطأ. يمكن أن يكون ذلك بوسائل آلية (برامج حاسوبية) أو بواسطة أشخاص. يتم استخدام هذه الطريقة باستمرار لمراقبة الأشخاص المستهدفين ومهاجمتهم نفسياً.
العزل (Isolation)
كي تكون المضايقة ناجحة وفعالة، تحاول دائماً جماعات المطاردة والمضايقة المنظمة عزل الشخص المستهدف عن أصدقائه، وأفراد أسرته، وزملائه، وحتى زوجته، إن لم يكن هؤلاء قد اشتركوا فعلاً في المضايقة. يعتبر هذا هدف رئيسي لتلك الجماعات لأنه يسهل عليهم عملية الاستهداف، وعندها تعتقد تلك الجماعات بأن الشخص المستهدف قد أصبح فريسة سهلة لها، وسرعان ما تكثف من تحركاتها وتحاول الانقضاض عليه. ولغرض عزل الشخص المستهدف عن محيطه الاجتماعي، تقوم جماعات المطاردة والمضايقة (المستندة على الإمكانيات الكبيرة المتاحة لها والتي تكون في الغالب حكومية أو تابعة لجهات متسلطة) باستخدام طرق إجرامية ضد الشخص المستهدف مثل التشهير، ونشر الأكاذيب، والمضايقة في العمل، وتخريب الممتلكات، والمنع من التصرف في الممتلكات.
التنميط (Profiling)
تتم مراقبة الشخص المستهدف وجمع المعلومات الشخصية عنه قبل أن يكون متنبهاً لتعرضه لمثل هذا النوع من المضايقة. تتم متابعته ومتابعة الأشخاص المقربين منه. يتم اقتحام منزله خلسة وتفتيش أشيائه الخاصة. يتم التنصت على مكالماته وقرصنة حاسوبه. يتم جمع المعلومات عنه من أصدقائه ومن أسرته. تتم مراقبة الأماكن التي يتسوق فيها، وتلك التي يتناول فيها الطعام. يتم جمع معلومات عن نقاط ضعفه، وما يحبه، وما يكرهه، وعما يمكن استخدامه لرشوته، أو ابتزازه، أو التنمر عليه، وأيضاً عن أفضل الطرق للسيطرة عليه. بعدها تـُستخدم كل تلك المعلومات لتنميط أو توصيف الشخص المستهدف، ومن ثم يتم تعريضه لمواقف المضايقة المنظمة المعدة بما يتلاءم مع شخصيته وبياناته، وعادة ما تستخدم برامج حاسوبية لتحديد أساليب المضايقة الإجرامية تلك.
ما ذكر أعلاه يمثل وصفاً فقط لبعض الأساليب المستخدمة، وإلا فهي في الواقع متعددة وتختلف تفاصيلها ومستويات تعقيدها. ينبغي التنويه إلى أن بعض ما ذكر قد يحدث صدفة، ولكن يمكن التأكد من أنها ليست مضايقة إذا لم تتكرر وبشكل متعمد، إذ أن بعض التصرفات قد يقوم بها أشخاص بطريقة عفوية بسبب تعرضهم لتقنيات التلاعب بالجهاز العصبي البشري عن بعد باستخدام الأشعة والموجات.
من الأهمية بمكان التعرف على هذه الأساليب، والتي استوردتها بعض الأنظمة القمعية من أمريكا، وذلك كي يتم كشف هذه الجرائم والحرب الخفية التي يتعرض لها أشخاص أبرياء، وأيضاً كي يتنبه الناس لها وبالتالي تقل تأثيراتها. كما يجب الضغط باتجاه سن القوانين والتشريعات الرادعة التي تجرم هذه الانتهاكات، ومعاقبة العناصر المرتكبة لها، لما في ذلك من مصلحة للوطن والمواطن، إذ لا خير يـُرجى من استغلال السلطة، وافتعال الأزمات، واستغلال حاجة الناس وابتزازهم كي يتحول المجتمع إلى جماعة من المُخبرين، كلٌ منهم يتجسس على الآخر: الجار على جاره، والأخ على أخيه، والزوجة على زوجها. في هكذا حالة، تنعدم الثقة، ويتفكك المجتمع. وعليه أرجو من الجميع الاهتمام بهذا الموضوع والتصدي لمثل هذه الانتهاكات، حماية للسلم الاجتماعي، وحفاظاً على حاضر المجتمع ومستقبله.